**مباراة حاسمة: السعودية والعراق في تصفيات كأس العالم 2026.. صراع تاريخي نحو المونديال**
تترقب جماهير كرة القدم العربية بشغف كبير المواجهة النارية المرتقبة بين المنتخبين الشقيقين، السعودية
والعراق، في ختام منافسات المجموعة الثانية من الملحق الآسيوي المؤهل لبطولة كأس
العالم 2026. هذه المباراة، التي تستضيفها مدينة جدة السعودية بعد غدٍ الثلاثاء، ليست
مجرد لقاء عادي، بل هي "موقعة حاسمة" ستحدد بشكل مباشر هوية المتأهل إلى
المونديال، وتحمل في طياتها ذكريات تاريخية تعود لنهائي كأس آسيا 2007.
![]() |
**مباراة حاسمة: السعودية والعراق في تصفيات كأس العالم 2026.. صراع تاريخي نحو المونديال** |
**صراع على الصدارة وتأشيرة المونديال المباشرة**
يدخل المنتخبان هذه المواجهة وهما يتقاسمان صدارة المجموعة بالرصيد نفسه من النقاط، مما يضفي على اللقاء طابعًا إقصائيًا لا يقبل أنصاف الحلول. فبعد فوز المنتخب السعودي على إندونيسيا بنتيجة 3-2 في الجولة الأولى، وتغلب المنتخب العراقي على الخصم ذاته بهدف وحيد سجله النجم الشاب زيدان إقبال، أصبح لقاء الثلاثاء بمثابة نهائي مبكر.
- الفائز في هذه الموقعة سيحسم بطاقة التأهل المباشرة إلى نهائيات كأس العالم 2026، بينما سيُجبر
- الخاسر على خوض مسارٍ أطول وأكثر تعقيدًا عبر الملحق الإضافي، محاولًا إنقاذ حلم الصعود
- العالمي.
**المنتخب السعودي ثقة رغم الغيابات وتحديات التكتيك**
يخوض "الأخضر"
السعودي هذه المباراة بثقة عالية مستمدة من فوزه الصعب والمثير على إندونيسيا. قلب
المنتخب السعودي تأخره المبكر بهدف إلى فوز دراماتيكي بثلاثة أهداف مقابل هدفين،
ليُظهر روحًا قتالية وعزيمة لا تلين. كان للثنائي المتألق فراس البريكان، الذي سجل
هدفين حاسمين، ومصعب الجوير، وصالح أبو الشامات، دور بارز في تحقيق هذا الانتصار
المستحق.
- ومع ذلك، يواجه المدير الفني الفرنسي هيرفي رينارد تحديًا كبيرًا، حيث سيفتقد لخدمات لاعب خط
- الوسط المحوري محمد كنو، الذي طُرد في الدقائق الأخيرة من اللقاء الأول. هذا الغياب سيُجبر
- رينارد على إعادة النظر في التشكيلة الأساسية، والبحث عن بديل قوي قادر على سد الفراغ الذي
- سيتركه كنو في معركة منتصف الملعب.
فلطالما كانت منطقة المناورات في وسط الميدان هي مفتاح التحكم في إيقاع المباريات الكبرى وحسم نتائجها، وخصوصًا في مثل هذه اللقاءات التي تتسم بالندية والضغط العالي.
**أسود الرافدين معنويات مرتفعة بفضل زيدان إقبال**
على الجانب الآخر، يدخل
"أسود الرافدين" اللقاء بمعنويات مرتفعة بعد انتصارهم الثمين على
إندونيسيا بهدف قاتل سجله النجم الصاعد زيدان إقبال، لاعب أوتريخت الهولندي. إقبال،
الذي نزل بديلاً، أثبت قدرته على قلب موازين المباراة بتسديدة رائعة في الدقيقة 76،
ليُبقي على آمال العراق في المنافسة على بطاقة التأهل التاريخية قائمة وبقوة.
- عقب المباراة، أكد إقبال على صعوبة المواجهة القادمة، قائلًا: "اللقاء أمام السعودية سيكون صعبًا
- للغاية، وبخاصة مع امتلاء المدرجات بالجماهير السعودية، لكننا سنلعب من أجل حلمنا الكبير". هذه
- التصريحات تعكس الروح القتالية والعزيمة التي يتمتع بها اللاعبون العراقيون، الذين يتطلعون لكتابة
- فصل جديد في تاريخ كرة القدم العراقية.
**"الجوهرة المشعة" تنتظر ملحمة كروية عربية**
من المتوقع أن يشهد ملعب مدينة الملك عبدالله الرياضية "الجوهرة المشعة" في جدة حضورًا جماهيريًا غفيرًا من أنصار المنتخبين. فالجماهير العربية، وخاصة السعودية والعراقية، تنتظر بفارغ الصبر هذه المواجهة من العيار الثقيل، التي ستجمع بين خبرة النجوم السعوديين الساعين للصعود إلى كأس العالم للمرة الثالثة على التوالي
- وطموح الجيل العراقي الجديد الذي يحلم بإعادة الكرة العراقية إلى الواجهة العالمية بعد غياب طويل.
- هذا الحضور الجماهيري الكبير سيضفي بلا شك أجواءً حماسية استثنائية على المباراة، ويجعلها
- ملحمة كروية عربية بامتياز.
**عودة لذكريات 2007 نهائي آسيا في لقاء حاسم**
تُعيد هذه المواجهة
الذاكرة إلى واحدة من أبرز مباريات كرة القدم الآسيوية على الإطلاق، وهو نهائي كأس
آسيا 2007. حينها، التقى المنتخبان في مباراة تاريخية تُوج فيها المنتخب العراقي
باللقب القاري بعد فوزه بهدف وحيد سجله المهاجم المخضرم يونس محمود. تلك المباراة ما
زالت محفورة في ذاكرة الجماهير السعودية والعراقية على حد سواء، كرمز للعزيمة
والإصرار.
- واليوم، وبعد مرور 18 عامًا، يجد الفريقان نفسيهما مجددًا في صراع لا يقل أهمية عن نهائي آسيا.
- فالفائز في لقاء الثلاثاء سيحجز مقعده في كأس العالم، وهو حلم طال انتظاره بالنسبة للعراق، الذي لم
- يشارك في المونديال منذ نسخة 1986. أما الأخضر السعودي، فيسعى لمواصلة حضوره المتكرر في
- المونديال، بعدما شارك في آخر نسختين، ليؤكد مكانته كقوة كروية آسيوية
رائدة.
**سيناريوهات التأهل حسابات معقدة ومباشرة**
وفقًا لنظام التصفيات،
يتأهل متصدر المجموعة مباشرة إلى كأس العالم 2026. أما وصيف المجموعة، فسيتوجب
عليه خوض مباراة فاصلة أمام ثاني المجموعة الأولى، التي تضم منتخبات قوية مثل قطر
والإمارات وعمان. هذا يعني أن مسار الوصيف نحو التأهل سيكون أطول وأكثر صعوبة، وقد
يتضمن ملحقًا عالميًا.
- لذا، تكمن أهمية هذه المباراة في تحديد المتأهل المباشر. في حالة فوز أحد المنتخبين، سيضمن مقعده
- في المونديال. أما في حالة التعادل، فإن الأفضلية ستكون للمنتخب السعودي بسبب تفوقه في عدد
- الأهداف التي سجلها خلال مباراتيه في التصفيات حتى الآن. هذه الحسابات المعقدة تزيد من إثارة
- المباراة وتجعل كل دقيقة فيها حاسمة.
**تاريخ المواجهات الأرقام تتحدث عن ندية مستمرة**
تاريخيًا، تواجه
المنتخبان في 26 لقاء ضمن جميع البطولات والمنافسات. استطاع المنتخب السعودي تحقيق
الفوز في 11 مباراة، مقابل ثمانية انتصارات للمنتخب العراقي، بينما انتهت سبع
مواجهات بالتعادل.
- على صعيد الأهداف، أحرز نجوم المنتخب السعودي 28 هدفًا، بينما سجل العراقيون 26 هدفًا، مما
- يعكس تقارب المستوى والندية المستمرة بينهما. يتصدر ترتيب الهدافين التاريخيين لهذه المواجهات
- كل من مهند علي ويونس محمود من العراق، برصيد أربعة أهداف لكل منهما، مما يؤكد على الإرث
- الكروي الكبير لهذه المواجهات.
في الختام
مباراة السعودية والعراق هي أكثر من مجرد ثلاث نقاط؛ إنها فخر وكرامة وحلم أمة. فمن سيكون
له الكلمة الأخيرة في "الجوهرة المشعة" ويحجز مقعده في مونديال 2026؟
الإجابة ستأتي بعد صافرة النهاية لهذه الملحمة الكروية المنتظرة.